Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
،،،{"المَعْرِفَة"}،،،

كيف أشرح نصّا أدبيّا؟

Publié le 22 Novembre 2013 par Eze Mohamed

كيف أشرح نصّا أدبيّا؟

شرح النصّ الأدبيّ بمثابة قراءة للنصّ هدفها بناء معناه وإدراك المقاصد التي تنتظمه، وهو ما يقتضي منا الإلمام بعدّة جوانب منها ما يتعلّق بالنصّ باعتباره:
ـ خطابا إبداعيّا متفرّدا بأساليبه ومضامينه (النّسيج اللغويّ للخطاب بما فيه من معاجم وتراكيب وأساليب وصور وإيقاع... والنّسيج الفكري: المعاني والمقاصد).
ـ محكوما بقواعد الإنتاج الأدبيّ (مقتضيات الجنس الأدبيّ) مرتبطا بموروث ثقافيّ (أي أنّ له روافده الفكريّة).
ومنها ما يتعلّق بالأديب باعتباره فردا له حياته الخاصّة (حياته وعلاقتها بأدبه)، ذا وجدان وفكر (عالم الأديب الدّاخلي وما يعتمل فيه من مشاعر وأفكار) وباعتباره منتميا إلى مجتمع يؤثّر فيه ويتأثّر به.
كما أنّ شرح النصّ عمليّة منهجيّة تقتضي الخطوات الآتية:
1ـ القراءة: قراءة النصّ قراءة متأنّية متمعّنة (تثير في النّفس بعض المشاعر والانطباعات)، رصد الصّعوبات المعجميّة وتذليلها لكي لا تكون عائقا أمام فهمنا للنصّ، تحديد الكلمات المفاتيح، تعيين المقاطع الكبرى، استخلاص المعاني الأساسيّة، رصد محاور الاهتمام الكبرى في النّصّ.
2ـ تقديم النصّ: ـ نحدّد نوع النصّ (شعريّ، نثريّ، قصصيّ...) وجنسه الأدبيّ (قصيدة من الشّعر العمودي، الشّعر الحرّ، الحكاية المثليّة، الأقصوصة، الرّواية، المسرحيّة...) والطّابع (السّمة/ البعد) المميّز له (وجدانيّ، فكاهيّ، اجتماعي، تعليميّ...) ونمط الكتابة (خاصّة في النّصوص القصصيّة).
ـ نشير إلى المحور الذي في إطاره نشرح النصّ (بمثابة ربط للنصّ بالأهداف المحدّدة للدّرس وكذلك بسياقه الأدبيّ).
ـ نحدّد مصدر النص وصاحبه ونعرّف به (يكون التّعريف بالأديب وظيفيّا).
3ـ موضوع النصّ: انطلاقا مما توصّلنا إليه أثناء قراءة النّص من معان ومحاور اهتمام نحاول صياغة موضوع له (الفكرة الإجماليّة/ العامّة)، وتكون صياغة الموضوع موجزة مكثّفة.
4ـ مقاطع النصّ: تمثّل بنية النصّ وتقسيمه إلى مقاطع خطوة مهمّة من خلالها نرجع النصّ إلى أقسام صغرى فيكون التّعامل معها شرحا أيسر من التّعامل مع النصّ كاملا. ويَحسُن بنا اعتماد معيار فنّي في التقسيم وتفادي معيار المضمون لأنّ النصّ يمثّل وحدة معنويّة. وعديدة هي المعايير الفنّيّة التي يمكن اعتمادها: بنية القصيدة النّموذجيّة (استهلال+رحلة +غرض/ استهلال + غرض)، الإنشاء والخبر، الخطاب المباشر والخطاب غير المباشر، بنية الخبر (سند+متن)، أنماط الكتابة، الضمائر، البنية السّرديّة الثلاثيّة، عناصر القص (التحوّل في الشخصيّات/الزّمان/ المكان)، الإجمال والتّفصيل، البنية الحجاجيّة، القصّة الإطار والقصّة المضمّنة...
5ـ التّحليل (الشّرح المفصّل): يكون التّحليل مقطعا مقطعا، ويكون انطلاقا من المباني وصولا إلى المعاني والمقاصد. أي أننا نجد المداخل المناسبة لنلج عالم النّصّ ونستجلي معانيه ومقاصد صاحبه.

***
*****ـ المباني :(الخصائص الفنّيّة/ النّسيج اللغوي) شكل الخطاب
****ـ الإيقاع: الخليل بن أحمد يعتبر الشّاعر أميرا على الكلام لأنّه يتصرّف في اللغة فيضيف إليها عنصرا من داخلها هو الإيقاع الذي يجسّد نسق النصّ الشّعريّ وتفاعل عناصره وتكمن أهمّيّته في كونه يشدّ القارئ ويحدث أثرا في نفسه قبل أن يفصح النصّ عن معانيه. وتقوم دراسة الإيقاع على مستويين:
ـ 1ـ الإيقاع الخارجي: البحر والقافية والرّويّ.
ـ الإيقاع الدّاخلي: المحسّنات البديعيّة، التّراكيب التي تتواتر في النصّ، الأصوات.
الإيقاع صوت الذّات في تجربتها الشّعريّة لذلك فهو كثيرا ما يشي بمعاني النصّ.
2ـ التّركيب النّحويّ: الجمل، المركّبات والوظائف النّحويّة.
3ـ المعجم: الحقل المعجمي/ الحقل الدّلالي.
4ـ المشتقّات والصّيغ الصّرفيّة.
5ـ الأساليب البلاغيّة: أساليب التّعبير (الإنشاء والخبر) والتّصوير (التّشبيه، المجاز، الاستعارة...)
الصّورة الشّعريّة: دراسة الصّورة الشّعريّة من حيث الأسلوب البلاغي الذي تقوم عليه، ومن حيث المرجع (الطّبيعة، الموروث الشّعريّ...) ومن حيث وظيفتها (تقريب المعنى، المبالغة، التّهويل، توسيع الأفق الشّعريّ للقصيدة، التّخييل، إثارة الدّهشة والاستغراب... الشّعر فنّ لغويّ وظيفته جماليّة، طرائق الفنّ تتضافر لتشكّل عالما من معدن اللغة أرضه الخيال والدّهشة وغايته الجمال وتأثّر النفس بالجمال رهين استغراب فكل جميل يثير الدّهشة والاستغراب).
6ـ عناصر القصّ: الأحداث، الإطاران الزّماني والمكانيّ، الشّخصيّات.
7ـ أنماط القصّ: سردا ووصفا وحوارا.
8ـ مقوّمات الحجاج.
9ـ الضّمائر.
ملاحظة: لا يعني التّحليل استيفاء النظر في هذه الجوانب جميعها وإنّما يكون قائما على الانتقاء (تخيّر الأنسب/ الأكثر حضورا في النصّ مثلا...)

المعاني (مضمون الخطاب)
ـ نتوصّل إليها باستنطاق الأساليب والعناصر الفنّيّة التي اعتمدناها مداخل إلى التّحليل. (الأفكار والخواطر التي تعبّر عنها، القضايا التي يثيرها النّصّ
ـ في قصيدة الغزل مثلا نهتمّ بـ:
1ـ صورة المحب: صورة العاشق المأسويّة (الغزل البدويّ)، صورة "البطل"/ المنتصر الظافر بما يريد (غزليّات عمر).
2ـ صورة الحبيبة: الغائبة الحاضرة في وجدان الشّاعر (الغزل البدويّ)، نموذج الجمال الرّاغبة في الوصال (عمر).
3ـ معاني الغزل: الحبّ، البين، الوفاء وحفظ العهد، الحنين، الشّوق، اللوعة، المعاناة، الحرمان...
ملاحظة: لا نهتمّ بما هو ثانويّ وإنّما نهتمّ بما هو أساسيّ.

********ـ المقاصد (وظائف الخطاب)
ـ الوظيفة التّعبيريّة: فالنصّ في تشكّله يمثّل نهاية حلم الشّاعر/ الأديب وخياله بعبارة ألفريد دي موسّيه.
ـ الوظيفة التّأثيريّة: وظيفة الأدب عند تلقّيه التّأثير/ الاستحسان/ عطف القلوب على القيم.
ـ الوظيفة الجماليّة: العمليّة الإبداعيّة حصيلة لقاء بين الذّات (عالم الأديب) وبين النّموذج (الموروث)، في هذا الإطار نبحث عن المشترك بين النّصوص وعما ينفرد به نصّ ما في مبانيه ومعانيه.
ـ الوظيفة المرجعيّة: إحالة النصّ على الواقع (ملامح المجتمع الحجازي في القرن الأوّل للهجرة مثلا).
ملاحظة: هذه الجوانب متعالقة متكاملة فيما بينها، وهذا الفصل فصل منهجيّ فحسب.
ـ يُشفع كلّ مقطع باستنتاج جزئي يجمع أهم خصائصه مبنى ومعنى.
6ـ التّأليف والتّقويم: التّأليف يضمّ أهمّ الاستنتاجات التي توصّلنا إليها أثناء التّحليل.
ـ التّقويم: ********ـ داخليّا: الخصائص الفنّيّة للنصّ والمعاني والمقاصد التي تضمّنها/ خارجيّا: ربط النصّ بسياقه الأدبيّ والحضاريّ العامّ والخاصّ.

Commenter cet article