Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
،،،{"المَعْرِفَة"}،،،

ابن هاني الأندلسي

Publié le 21 Novembre 2013 par Eze Mohamed

ابن هاني الأندلسي

326 ؟ ـ 362 هـ 937 ؟ ـ 972 م

هو أبو القاسم محمد بن هاني الأزدي الأندلسي . كان أبوه هاني من قرية المهدية في إفريقية ، ويقول ابن خلكان « أنّه كان شاعراً أديباً » فانتقل إلى الأندلس فولد له محمد في قرية سكون من قرى إشبيلية .

نشأ شاعرنا في إشبيلية على حفظ وافر من الأدب ومهر في الشعر . ويقول ابن الأبّار « إن أكثر تأدبّه كان في دار العلم في قرطبة » ثم استوطن إلبيرة فعرف بالشاعر الإلبيري .

كان حافظاً لأشعار العرب وأخبارهم ، فحفلت قصائده بكثير من الإشارات إلى وقائع العرب ، وبذكر شعرائهم وساداتهم وأجوادهم ، والأماكن التي ذكرها شعراء العرب الأقدمون .

اتصل في أول عهده بصاحب إشبيلية ومدحه وحظي عنده ، غير أن استهتاره بالملذات وغلوّه في تشيّعه ، واعتقاد إمامة الفاطميين وسلوكه مسلك المعرّي ، وتجرّده من الدين جعل الإشبيليين ينقمون عليه ، حتى همّوا بقتله ، ويسيئون المقالة في حقّ الملك بسببه ، فأشار عليه الملك بالغيبة عن المدينة لينسى خبره ، فخرج إلى عُدوة المغرب ، وكان له من العمر ، يومئذ ، سبع وعشرون سنة .

ثم قصد جعفر بن علي المعروف بابن الأندلسية ، وكان هذا وأخوه يحيى واليَمين في المَسيلة ، إحدى مدن الزاب ، فمدحهما وبالغا في إكرامه .

وما لبث أن عرف به المعزّ لدين الله العبيدي الفاطمي ، فطلبه منهما فوجّهاه إليه فأعزّ وفادته ، وامتدحه ابن هاني وغالى في مدحه ، وسلّم عليه بالخلافة ، ومدح قائده جوهراً .

ولما توجّه المعزّ إلى مصر ، بعد أن فتحها جوهر ، شيّعه ابن هاني ، ورجع إلى المغرب ، فتجهّز ، ثم التحق به حاملاً معه عياله ، ولما وصل إلى برقة أضافه أهلها في داره فأقام عنده أياماً في مجلس الأنس ؛ فقال : إنّه عربد عليهم فقتلوه ؛ وقيل : إنّه خرج من تلك الدار سكران ، فنام في الطريق فأصبح ميتاً ، ولم يعرف سبب موته . على أنّ لسان الدين بن الخطيب يقول : إنّه سكر ونام عرياناً ، وكان البرد شديداً ، ففلج .

وثمة رواية أخرى تزعم : أنّه وجد في سانية أي ساقية أو ناعورة ، من سواني برقة مخنوقاً بتكّة سراويله .

وكيف كان الأمر فإنّه مات ولم يتجاوز السادسة والثلاثين . وقد يكون لبني أميّة يد في مقتله لأنه كان يقذعهم في هجائه لهم ، ويؤلمهم في أعراضهم ، كما كان يهجو العباسين لضعفهم وانصرافهم إلى الملذات ، وقعودهم عن نصرة الدين ، وتسلط الروم على بلادهم .

ولمّا بلغ المعزَّ ، وهو في مصر ، خبر مقتله تأسف عليه كثيراً ، وقال : « لا حول ولا قوة إلا بالله ! هذا الرجل كنّا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق ، فلم يقدِّر لنا ذلك » . كان ابن هاني يلقّب بمثني الغرب ، قال عنه ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء : « أبو القاسم الأزدي الأندلسي أديب شاعر مفلق ، أشعر المتقدمين والمتأخرين من المغاربة ، وهو عندهم كالمتنبي عند أهـل الشرق » .

وقال ابن خلّكان عند ذكره ديوانه :« وليس في المغاربة من هو في طبقته لا من متقدّميهم ولا من متأخريهم بل هو أشعرهم على الإطلاق ، وهو عندهم كالمتنبي عند المشارقة وكانا متعاصرين ... ولولا ما فيه ( أي ديوانه ) من الغلوّ في المدح والإفراط المفضي إلى الكفر ، لكان ديوانه من أحسن الدواوين » .

كان ابن هاني معجباً بالمتنبي ، ولكنه أنكر عليه النبوّة ، وكان مثله « يفرط في المغالاة حتى يجاوز الحقائق المعقولة في الدنيا » وهو مثله يتغزّل بالبدويات الحسان ، غزلاً ضعيف العاطفة . ولا تظهر في شعره إلا عاطفته الدينية ، وخصوصاً الشيعية الإمامية ، فهي تحتدم في مدحه حتى ليتضاءل عمل العقل معها ، فإذا هو يغالي مغالاة مستنكرة ، فيحمله اعتقاده بالحلولية على أن يجعل المعزّ « إلهاً » ويسوقه غلوّه إلى أن يجعل شسع نعل أبي الفـرج الشيباني « عدنان وما ولدت » .

وكان ابن هاني يُعنى باللفظ أكثر من عنايته بالمعنى ، فيعتمد الألفاظ الكثيرة الجلبة والقعقعة وهذا ما جعل أبا العلاء المعرّي يقول حين سمع شعره : « وما أشبهه إلا برحى تطحن فروناً لأجل القعقعة في ألفاظه » يزعم بذلك ، على حدّ قول ابن خلكان : أن لا طائل تحت تلك الألفاظ .

ويرى ابن خلكان : « أنّ أبا العلاء لم ينصف الشاعر بهذا المقال الذي حمله عليه تعصّبه للمتنبي » غير أنه قبّح شعره لما فيه من الكفر وفساد العقيدة . وليس في هذا التقبيح ما يضير الشاعر لأن الفنّ الجميل لا يقاس على صحة العقائد وصلاح الشعر ، فلا يمسّ الكفر وفساد العقيدة جوهر الشعر بشيء .

وقد اختلف المؤرخون والأدباء فيه ، فمنهم من أنكروا عليه الاختراع والتوليد إلا فيما ندر ، كابن رشيق ، ومنهم من مدحوا شعره وأبدوا إعجابهم ببدائعه وبما اخترع وولّد ، ولا ينعون عليه « إلا كفره وتجرّده من الدين » كالفتح بن خاقان فقد قال فيه : « علق خطير : وروض أدب نضير ، غاص في طلب الغريب ، حتى أخرج درّه المكنون ، وبهرج بافتنانه فيه كلّ الفنون ، وله نظم تتمنى الثريا أن تتوّج به وتقلّد ، ويودّ البدر أن يكتب فيه ما اخترع وولّد » .

وعلى أن ابن هاني أندلسي ، لا نرى له شيئاً يذكر في وصف الطبيعة الذي هو من خصائص الشعر الأندلسي . وكان كالمتنبي في الاحتفال بالحكمة وضرب الأمثال ، ولكنه لم يجاره ، وجاءت حكمة ساذجة ، قائمة في أكثرها على شكوى الدهر وذكر الموت والتحذير من الدنيا الغرور . ولم يكن له يد في وصف المعارك كأبي الطيّب وإنما أجاد في وصف السفن ، وتأثير وقع نيرانها في العدو .

وهو طويل النفس الشعري ، فقليل من قصائده لا يربي على السبعين أو الثمانين أو أكثر ، وكثير منها يتجاوز المئة ومنها ما بلغ المئتين ، على أنّه مهما أطال لا ينحطّ نسجه وإنما يبقى متانته وقوة سبكه .

محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي أبو القاسم، يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة. أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.

ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا (تونس) والجزائر. ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).

عُدّ ديوان ابن هانئ الأندلسي من أهم الدواوين في اللغة العربية لأسباب ثلاثة: أولها أنه ديوان أفضل شعراء المغرب "لأنه لم يكن منهم من هو في طبقته لا من متقدميهم ولا من متأخريهم بل هو أشعرهم على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند المشارقة. وثانيها: أنه يشتمل على كثير من أمور الفاطميين في المغرب ومصر والشام، فكأنه سجل لتاريخهم ومآتيهم وكثير من وقائعهم وعاداته. وثالثها: أنه يبين أصول اعتقادات الشيعة ولا سيما الإسماعيلية منهم. وصاحب الديوان هو محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأندلسي، وقيل أبو القاسم محمد بن هانئ الأزدي الأندلسي.
ولد ابن هانئ بقرية سكون من قرى مدينة إشبيلية في سنة 320هـ أو سنة 326. وكان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بإفريقية، وكان أيضاً شاعراً أديباً. نشأ ابن هانئ في تربة خصيبة بالعلم والأدب، إذ كانت إشبيلية آنذاك في عصرها الذهبي، تزخر بالثقافة والحضارة، وكان أكثر تأدبه بدار العلم في قرطبة. وكان مع مهارته في الشعر عارفاً بعلوم أخر لا سيما علم الهيئة كما يظهر من قصيدته الفائية.

كان ابن هانئ من فحول الشعراء، وأمثال النظم وبرهان البلاغة. قال عنه ياقوت الحموي: "أبو القاسم الأزدي الأندلسي أديب شاعر مغلق، أشعر المتقدمين والمتأخرين من المغاربة، وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق فمن غرر شعره قصائده". ومن خصائص شعر ابن هانئ: 1-قوته البيانية والتعبيرية التي خدم بشعره فيها الخلفاء الفاطميين بنشر فتوحاتهم وإشاعة محامدهم خدمة بليغة، وذلك لكونه قابضاً على عنان الكلام يصرفه حيث يريد. 2-معاني شعره سهلة خالصة من التعقيد، غير غامضة بحيث تتمثلها النفس بسرعة، ويتلقاها الذهن بأدنى تأمل، وهذه الخاصة في قصائده جميعها. والتعقيد الذي صبغ شعره إنما ناجم عن إكثاره من الغريب في الألفاظ الحواشي منها. 3-جزالة شعره، وقوة أسره، وحسن سبكه. 4-خلو شعره من التكلف وبعده عن الاستعارات البعيدة والتشبيهات غير المأنوسة شأن شعراء الجاهلية. 5-تعلق كلام شعره بإشاعة الدين، ولأجل هذا في أكثر أبياته هناك الكثير من الاقتباس (من الآيات القرآنية).

وكان ديوان ابن هانئ محط أنظار الدارسين والشعراء والأدباء، حيث تناولوه بالشرح والدراسة والتحقيق. وهذا شرح من شروح ديوان ابن هانئ الأندلسي حاول الشارح فيه بيان ما استغلق من معاني، وإيضاح ما استبهم من مفردات وتعابير. دالاً على ذلك بالقول: "لعل الشاعر أراد" أو "لعله قصد" أو "لعل المعنى". إلى جانب ذلك وجد الشارح بأن هناك حاجة ماسة إلى الحديث فضلاً عن ترجمة الشاعر ومحله من الدولة الفاطمية عن رأي القدماء ونقدهم شعره وأن يقابل بينه وبين المتنبي الذي قرنوه به، مشيراً إلى شاعر آخر سُمّي ابن هانئ الأندلسي هو ابن هانئ الأصغر المعروف بالنظم المهذب. وإلى جانب ذلك عمد الشارح إلى ترجمة من أهم الممدوحين الذين مدحهم ابن هانئ مؤرخاً للواقعات التاريخية المتعلقة بالقصائد، شارحاً الاصطلاحات الإسماعيلية في الديوان وعقائدهم وذلك استكمالاً للفائدة ورغبة في استيعاب القارئ الأبياض التي تضمنت كثيراً من المعاني والألفاظ. وقد تم تقسيم قصائد الشاعر المشروحة في الديوان بحسب أغراضها، فتوزعت في المدح، والرثاء، والغزل، والهجاء، بالإضافة إلى أغراض مختلفة. بالإضافة إلى إثبات ملحق في الختام بما تناثر في الكتب المختلفة من قصائد للشاعر لم توجد في معظم المخطوطات.

Commenter cet article